تحضير نصّ العذراء | أمينة المريني


الجمال: العذراء، أمينة المريني، الرائد في اللغة العربية



مكون النصوص:

الجمال: العذراء، أمينة المريني، الرائد في اللغة العربية

الأولى باكالوريا، الشعب العلمية

الكتاب المقرر: الرائد في اللغة العربية


عتبات النص:

الملاحظة:

تقديم: الجمال عناصر متناسقة ومنسجمة فيما بينها تثير في الذات الإنسانية الانشراح، وهي عناصر لا تمت بصلة دوما إلى ما هو مادي، فهي قد تكون على صلة بما هو نفسي، ذلك أن الفضائل قد تبعثنا على الارتياح النفسي، فنتقرب من الشخص الفاضل، ونتفاعل معه أملا في حياة هادئة وجميلة.
ولعل الجمال هو أول ما يستهوي النفس الإنسانية في هذا الوجود، لذا فهي تبحث عنه في كل ما هو حولها، فيتراءى لها في الطبيعة، أو في المبتكرات التي تبتكرها أو يبتكرها غيرها، وفي الذوات الإنسانية، وحتى نقف على رغبة هاته النفس في الجمال الذاتي الآدمي سندرس قصيدة العذراء.
من صاحبة النص: ولدت "أمينة محمد إبراهيم المريني" في مدينة "فاس" بالمغرب سنة 1955م ونشأت وترعرعت على القيم والمبادئ الأصلية،  التي تشربتها من مناهل علماء "فاس" ومفكريها. عملت أستاذة للغة العربية بالتعليم الإعدادي ثمَّ الثانوي.. وقامت بمهمة الإرشاد التربوي للمعلمين المتخرجين من المراكز التربوية. لها ثلاثة دواوين شعرية: - ورود من زناتة -  سآتيك فردا – المكابدات.

قراءة العنوان: جاء العنوان عبارة عن كلمة واحدة مستقلة بذاتها تتمثل في كلمة العذراء التي توحي بإيحاءات عدة، فهي الأنثى المصونة الشرف، وهي الأنثى التي اكتمل جمالها وأصبحت مهيأة لعشرة شريفة، وهي الأنثى التي شرفها القرآن الكريم: وجعلها في انتظار الظافرين برحمة الله (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ) فماذا يراد بهاته العذراء في النص؟

 قراءة الصورة: جاءت الصورة عبارة عن وردة جميلة صفراء، بدت بلونها النوري مشرقة الجمال باعثة على الحياة والتفاؤل.


الفهم: 

القضية المحورية: افتتان الشاعر بجمال وردة، سرعان ما تخفت عن نظره، فتركته هائما يسأل عنها الطبيعة.
الوحدة الأولى: استئثار الجمال السحري المتكامل للوردة العذراء بإعجاب الشاعر، وتسبيحه لله ولي عظمته، وتساؤله إزاء هويتها، لعله يقف على حقيقة جمالها الذي أعاد له الحياة بالعشق والرغبة في الوصال.
الوحدة الثانية: إيقاع الوردة العذراءِ قلبَ الشاعر في شباك سحر جمالها الفتان.
الوحدة الثالثة: ذكر الشاعر لحظةَ افتتانه بالوردة العذراء، إذ شاهدها صبيحة يوم بينما كانت تبدو عليها سمات السهر، وآثار عشق بعيد المنال، فلم تلبث أن تخفت وراء الظلال تاركة إياه صريع العشق.
الوحدة الرابعة: تأجج عشق الشاعر وهيامه سائلا عناصر الطبيعة عنها، واهتداؤه إلى عظمة الله في خلقه الجميل الذي كان يصادفه أينما حل، فيعتبر عشقها الذي يرى فيه صنيع الإله هو لها لا لغيرها بتاتا.



التحليل:

الحقلان الدلاليان المهيمنان: يهيمن على القصيدة الشعرية حقلان دلاليان:
-       أولهما، حقل الوردة: الكمال، سحر الجمال، سحر الخدود، فرط الدلال، من ناظريها تبدي الحياء، في مقلتيها سمات الهجود...
-       ثانيهما، حقل الذات العاشقة: صب، يروم الوصال، القلب الفتي، قلب شاعر، صريع الهوى، بالقلب جوى، العشق... 

والعلاقة ما بينهما غير متكافئة ذلك أن الذات العاشقة تنشد إلى الوردة، بينما هي تنشد إلى معشوقها البعيد.

أسلوب الاستفهام:
أدرجت الشاعرة أسلوب الاستفهام البلاغي، للدلالة على شعور داخلي استشعرته إزاء كمال وسحر جمال الوردة، فهي تستفهم بينما لا تتوقع إجابة، لأن مرادها هو الدلالة على الذهول والاندهاش، والإعجاب، أي الدلالة عما أحدثه الموصوف في الشاعر من آثار عميقة، من الصعب التعبير عنها، فالاستفهام هنا تتحكم فيه القوة الإنجازية المستلزمة، أي القوة غير الحرفية التي تقتضي جوابا.


تشخيص الوردة:
 تضفي الشاعرة على الوردة أبعادا إنسانية، فتمْثُل عبارة عن عذراء آدمية تستهوي الشاعر بسحر الخدود، وفرط الدلال والحياء، بينما هي تجلت في الصباح، وفي مقلتيها سمات السهر...
فالقصيدة بأكملها أقامتها الشاعرة على  التشخيص، أو بالأحرى على استعارة تصريحية، حيث حذف المشبه الفتاة الجميلة الفاتنة، واستبقِي المشبه به: الوردة الجميلة. مما يجعلنا نتساءل: هل هي تقصد فعلا الوردة أم تقصد فاتنة فتنت شاعرا؟




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-